التأمل والتدبر والتفكير، مصطلحات مترادفة ذات صلة وثيقة مع بعضها البعض، وهي من الكلمات الواردة في النصوص الشرعية على أصل معناها اللغوي غالبًا، وكلها تدور حول معانٍ ذات دلالات تثري العقل والفكر بما هو نافع ومفيد، وتؤثر في سلوك الفرد ذاته، وفي علاقته مع خالقه سبحانه وتعالى، ومع نفسه، ومع الآخرين، ومع الكون من حوله، فهي ذات فائدة فردية وأخرى متعدية للآخرين.
التأمل (اصطلاحا): هو تدقيق النظر في الكائنات بغرض الاتعاظ والتذكر، وهو استعمال الفكر، وإدامة النظر في الأشياء والكائنات بغرض التثبت والإستمرارية.
والتدبر يعني (اصطلاحا): النظر في عواقب الأمور وما تصير إليه الأشياء أي إنه يتجاوز الحاضر إلى المستقبل لأن التدبر يعني التفكير في خواتيم الأمور ومن ثم عرفه الجرجاني بأنه عبارة عن النظر في عواقب الأمور، والتدبر في القرآن هو الإعتبار عند عجائبه من أوامره ونواهيه ومواعظه وأحكامه وقصصه وبلاغته.
والتدبر: وهو إطلاق الفكر والعقل في أمر أو شيء ما، وهو أيضاً تصرف القلب في معاني الأشياء لدرك المطلوب، أي أعمال النظر في الشيء للوصول إلى معناه وكنهه وحقيقته. والتفكر في القرآن: هو معرفة معانيه وفهمه، وقيل: (تفكروا في آلاء (نعم) الله، ولا تتفكروا في الله عزّ وجلّ).
وخلاصة القول .. إن جميعها عبادة تفضي إلى معرفة الله عز وجل بالعقل والقلب وحبه وخشيته، فعندما نعرف الله نتجه إلى تطبيق شرعه عز وجل ولا نعصيه، فالبكون نعرف الله، وبالشرع نعبده، فإن عزمت الأمر تفانيت في تطبيق الأمر، فيجب إذاً كما ذكر د. راتب النابلسي -حفظه الله- أن تتحول نظرتنا من الظاهر المشهود إلى الباطن المحجوب، ومن معرفة المخلوق إلى معرفة الخالق، قال تعالى: (لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) يس:40.
ثانياً: طرق معرفة الله تعالى:
هناك ثلاث طرق لمعرفة الله عز وجل:
1- خلقه وآياته في الكون.
2- أفعاله جلّت قدرته.
3- كلامه عز وجل.
والله أعلم.