لقد حثّ النّبي عليه الصّلاة والسّلام المسلمين على لزوم الذّكر فهو حصنٌ حصين وحرزٌ مكين، فما يزال المرء في خيرٍ ما زال لسانه رطباً بذكر الله تعالى، كما أنّ للذّكر آثاراً طيّبة في حياة المسلم ومن بينها قول حسبنا الله ونعم الوكيل، فما هو معنى هذا الذّكر ؟ وما هي فوائده ؟
إن قول حسبنا الله ونعم الوكيل هي سنّةٌ من سنن الأنبياء، فقد قالها وردّدها النّبي إبراهيم عليه السّلام حينما ألقاه قومه في النّار من بعد أن كاد لأصنامهم التي كانوا يعبدونها من دون الله تعالى وحطّمها.
كذلك ردّد النّبي عليه الصّلاة والسّلام هذه العبارة بعد غزوة أحد حينما هزم المشركون المسلمين، فاستنفر النّبي الصّحابة للتّجمع في حمراء الأسد حتّى يعلم المشركون أنّ المسلمين ما زالوا صامدين أقوياء.
معنى قول حسبنا ونعم الوكيل
حينما يقول المسلم حسبنا الله ونعم الوكيل في حالات الظّلم التي يتعرّض لها في الحياة أو في معرض الرّدّ على المنافقين والمثبّطين الذي يريدون إضعاف عقيدة المسلم، ويكون معنى هذا الذكر أنّ الله سبحانه وتعالى هو حسب المسلم أي "كافيه"، ونعم الوكيل تعني نعم القائم على أمر المؤمن في جميع شؤونه من رعايةٍ ورحمةٍ وحفظٍ وإجابة دعاء وكفّ أذى وسوء، وجلب خير وسرور.
فوائد قول حسبنا ونعم الوكيل
- دفع السّوء والأذى، فقد اجتمع المسلمون في حمراء الأسد بعد غزوة أحد فحاول المنافقون تثبيط هممهم عن ذلك بقولهم إنّ النّاس قد جمعوا لكم، فكان جوابهم ترديد عبارة "حسبنا الله ونعم الوكيل" ليكون نتيجة ذلك بفضل الله ونعمته ومنّه أن انقلب المسلمون إلى أهليهم وذراريهم لم يمسسهم سوءٌ أو أذى.
- كسب رضا الرّحمن جلّ وعلا، فالله سبحانه وتعالى يحبّ العبد الذي يدعوه ويكل أمره إليه وحده فيرضى على العبد لأجل ذلك فيمنّ عليه برحمته وكرمه ويرفع له في درجاته عنده.
- بثّ الرّعب والخوف في نفوس الظّالمين والأعداء، فالمسلم وحينما يردّد قول هذا الذّكر أمام مسامع الظالمين تراهم يرتعدون لذلك بسبب تأثير ترديد هذا الذّكر على مسامعهم، ولما في كلماته من قوّة العقيدة وعظيم التّوكل على الله تعالى واليقين بقوّته وحوله وقدرته على الظّالمين.