علمتني سورة

ما تحصده أجسادنا من الطاعات تحرقه ألسنتنا من الزلات.

« All Events

دعاء الإستفتاح (في أول الصلاة)

 

(عن الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح)

عَنْ عَبْدَةَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ عن النبي صلى الله عليه وسلم كَانَ يَجْهَرُ بِهؤُلاَءِ الْكَلِمَاتِ يَقُولُ: "سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ. تَبَارَكَ اسْمُكَ وَتَعَالَى جَدُّكَ. وَلاَ إِلهَ غَيْرُكَ". رواه مسلم.

تخريج الحديث:

أخرجه مسلم كما سمعه بسند منقطع؛ لأن عبدة لم يسمع من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وجاء موصولاً عند الدارقطني في سننه من طريق عبد الله بن شبيب، حدثني إسحاق بن محمد عن عبد الرحمن بن عمر بن شيبة عن أبيه عن نافع عن ابن عمر عن عمر به مرفوعاً.

شرح ألفاظ الحديث:

• (كَانَ يَجْهَرُ بِهؤُلاَءِ الْكَلِمَاتِ): الجهر المراد منه تعليم دعاء الاستفتاح لمن خلفه لا بيان مشروعية الجهر به.

• (سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ) سبحان: ومعناه: تنزيهاً لك يا رب عن كل نقص إما في الصفات أو في مماثلة المخلوقات.

• (وَبِحَمْدِكَ): الحمد ذكر أوصاف المحمود الكاملة مع المحبة والتعظيم، والمصلي جمع بهذه اللفظة والتي قبلها بين التنزيه والوصف بالكمال الذاتي والفعلي أي نزهتك تنزيها مقروناً بالحمد.

• (تَبَارَكَ اسْمُكَ): أي أن اسم الله تعالى كله بركة، إذا صاحب شيئاً صارت فيه البركة.

• (وَتَعَالَى جَدُّكَ): تعالي أي ارتفع، والجد: العظمة، والمعني: عظمتك عظمة عالية.

من فوائد الحديث:

الحديث دليل على مشروعية دعاء الاستفتاح بعد تكبيرة الإحرام بهذا الدعاء الوارد في حديث عمر أو بغيره مما ورد في السنة ومنها:

• "الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه" رواه مسلم من حديث أنس صلى الله عليه وسلم.

• "اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالثلج والماء والبرد" متفق عليه من حديث أبي هريرة صلى الله عليه وسلم.

• "الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرة وأصيلاً" رواه مسلم من حديث ابن عمر رضي الله عنه.

وهناك أدعية أخرى من السنة أن يأتي المصلي بهذا تارة وبهذا تارة أخرى لما في ذلك من إحياء للسنة وحضور القلب، وهذه قاعدة عامة في كل عبادة جاءت على وجوه متعددة، ذكر هذه القاعدة غير واحد من أهل العلم كابن تيمية، وابن رجب في قواعده (القاعدة الثانية عشرة).

والإستفتاح في أول الصلاة سنة مستحبة، ومن صلى ولم يستفتح في صلاته، فصلاته صحيحة عند جميع العلماء، ولا حرج عليه، والله أعلم.