فرض الله سبحانه وتعالى على عباده مجموعة من الفرائض –والفرض: أي الواجب الذي يلزم العمل به، وثبت بنَصٍّ قطعيٍّ- وهي الصلاة، والصوم، والزكاة، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلًا، ويجب على العبد القيام بهذه الفرائض على أكمل وجه؛ لأنّ الله سبحانه وتعالى يجازي فاعلها خيرًا كثيرًا، ويوفّقه في حياته الدنيا، وفي الحياة الآخرة، ويعاقب الله سبحانه وتعالى تاركها؛ لأنّه في حال عدم القيام بها يكون قد خالف أوامر الله سبحانه وتعالى، ولكلّ فرض من هذه الفرائض طريقة وضوابط، يجب الالتزام بها حتّى يكون أداء هذا الفرض سليمًا وصحيحًا:
- 1-الصلاة:
هي الركن الثاني من أركان الإسلام، وتشكّل عمود الدين، ولذلك فهي أوّل ما سيحاسب عليه المرء يوم القيامة، وتكون الصلاة في خمسة أوقات (كل يوم)، وهي: الفجر، والظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، ويجب أن يقوم المسلم بأدائها في أوقاتها، حيث قال تعالى: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا﴾ النساء:103، وقد بيّن لنا الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- كيفيّة أداء الصلاة، ومن أهمّ شروط الصلاة أن يكون المصلّي طاهرًا، ومستقبلًا للقبلة، بالإضافة إلى استحضار الخشوع في الصلاة، وإتمام جميع أركانها. وقد فُرضت الصلاة على المسلمين ليلة الإسراء والمعراج.
- 2-الصوم:
هو الركن الثالث من أركان الإسلام، والصوم هو الامتناع عن الطعام والشراب وسائر المفطرات الأخرى، من طلوع الفجر وحتّى غياب الشمس خلال شهر رمضان المبارك، والذي يتميّز بالخير الكثير فيه؛ وذلك بسبب فتح أبواب الجنّة، وإغلاق أبواب النار، كما تصفّد الشياطين؛ لذلك فإن لصوم رمضان فضلًا كبيرًا على المسلمين، وصوم رمضان فرض على كلّ مسلم قادر على الصيام، حيث يثاب فاعله ويحاسب تاركه.
- 3-إيتاء الزكاة:
هي الركن الرابع من أركان الإسلام، والتي يتم من خلالها إخراج مبلغ من المال في مصارف معيّنة، وتكون الزكاة على المال والذهب والفضّة، والزروع وبعض أصناف الحيوان، والعقارات، لكن ضمن شروط معيّنة، وهي أن تبلغ قيمة هذه الأشياء النصاب، وأن يمرّ عليها حول كامل (سنة) وأن تكون من حُرّ مال المسلم.
- 4-الحج:
هو الركن الخامس من أركان الإسلام، وهو فرض على كلّ مسلم قادر ماديًّا وجسديًّا (مرّة في العمر)، ويتم هذا الحج بأداء مناسك معيّنة، منها الصعود إلى عرفات، والمبيت بمنى، ورمي الجمرات، والطواف والسعي، ويجب الالتزام بالشروط التي بيّنها الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- للمسلمين لأداء فريضة الحج.
لكن بالإجمال فإن فرائض وواجبات الإسلام كلها أكثر من أن نحصرها في صفحة واحدة، وملخصها أن تتقي الله، فتمتثل ما أمر به، وتجتنب ما نهى عنه، قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ آل عمران:102. روى الشيخان من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مَا نَهَيْتُكُمْ عَنْه فَاجْتَنِبُوه، ومَا أَمَرْتُكُمْ به فَأْتُوا منه ما استطعتُمْ".
فلا يجوز لامرئ أن يعمل عملًا حتى يعلم حكمَ الله فيه، سواء كان نكاحًا أو بيعًا أو إجارة أو مساقاة أو شركة أو قرضًا، أو غير ذلك، ولا يخلو باب من أبواب الفقه من فرائض ومحرمات.
كما أن هناك فرائض قلبية يجب تعلُّمها والقيام بها، كحبِّ الله ورسوله، والإخلاص لله في العمل، والتوكل عليه، وغير ذلك، وكما أن امتثال الفرائض واجب فكذا اجتناب المحرمات، فيجب أن نتعلم أحكام الإسلام، فهو فرض على كل مسلم، وهو خير ما يُتَقَرَّب به إلى الله.