الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله ( توفي عام ١٤٢٩هـ ) قال في كتابه حراسة الفضيلة:
"إنَّ المراهنة على اندثار هذا الدين بشعائره العظيمة وفرائضه، بل وسننه =مراهنةٌ خاسرة لم تفز يومًا منذ زمن أبي جهل حتى زمن أتاتورك، ولكنكم قومٌ تستعجلون!
واعلم - ثبَّت الله قلبك - أنَّ الإسلام لا يموت، لكنه يمر بفترات تمحيص ينجو فيها أهل الصدق، ويسقط فيها مرضى القلوب في أوحال الانتكاسة، فاصبر واحتسب؛ فلستَ خيرًا من بلال، ولستِ خيرًا من سميَّة رضي الله عنهم أجمعين.
واعلم أنه ستمر بك أيامٌ عجاف، القابض فيها على دينه كالقابض على الجمر، سيُحزنك الواقع، وتؤلمك المناظر، هذه المشاعر عظيمةٌ عند الله، ودليل خيرٍ وَقَرَ في قلبك، لا تنحرها بسكين الانتكاسة!
ويا أخي لا يغرنَّك في طريق الحق قلة السالكين، ولا يغرنَّك في طريق الباطل كثرة الهالكين، أنت الجماعة ولو كنتَ وحدك ﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً﴾ النحل:120، كن غريبًا.. وطوبى للغرباء!
أخيرًا: اِعلم أنَّ خروجك من قافلة الخير لا يضر أحدًا سِواك! ووجودك فيها فضلٌ من الله عليك ونعمةٌ أنعم بها عليك، والخروج منها هو الخسران المبين في ثوب مواكبة العصر والزمن الجديد!
واعلم أنَّ شريعة السماء تسير غير آبهة بأسماء المتخاذلين، تسقط أسماء وتعلو أسماء ﴿وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم﴾ محمد:38".