كنت أسأله عن أحواله، فيقول:
"في نعمة الستر "..!
فاندهشت من الإجابة، وسألته: لماذا الستر تحديدًا؟
قال لي: لأني مستور من كل شيء..
فقلت له ستر من ماذا؟ إن لباسك فيه رقعتان بلونين مختلفين!!..
فبادر يشرح لي، فقال: إن الستر أنواع:
- عندما تكون مريضًا ولكنك قادر على أن تمشي على رجلك فهذا سترٌ من مذلة المرض.!
- عندما يكون معك ما يكفيك لتنام شبعان فهذا سترٌ من مذلة الجوع.!
- عندما تملك ملابس تحميك من البرد - وحتى لو كانت مُرقَّعة - فهذا سترٌ من مذلة البرد.!
- عندما تكون قادرًا على أن تضحك وأنت حزين لأي سبب فهذا سترٌ من مذلة الانكسار.!
- عندما تكون قادرًا على أن تقرأ الجريدة التي في يدك فهذا سترٌ من مذلة الجهل.!
- عندما تقدر على الاتصال بأهلك في أيِّ وقت لتطمئنهم عليك وتطمن عليهم فهذا سترٌ من مذلة الوحدة.!
- عندما يكون عندك عمل - حتى لو كنت بائع جرائد مثلي - ولا تمد يديك لأحد من الناس فهذا سترٌ من مذلة السؤال.!
- عندما يكون ابنك مباركًا في صحته وتعليمه وبيته فهذا سترٌ من مذلة القهر.!
- عندما يكون لديك زوجة صالحة تشاركك الحياة في السراء والضراء فهذا سترٌ من مذلة الرجل أمام زوجته.!
الستر يا بني ليس ستر المال، إنما الستر ستر النفوس، تذكَّرْ أنك تملك نعمة يتمناها ملايين البشر.. إنها نعمة الستر.
جعلنا الله وإياكم من المستورين بستره الجميل
اللهم استرنا فوق الأرض، واسترنا تحت الأرض، واسترنا يوم العرض عليك